سيرة حياة
وُلدَ الشاعر حمزة قناوي في القاهرة، بحي حدائق القبة، في الثالث والعشرين من يناير 1977، لأسرةٍ انتقلت من الصعيد لتقطن العاصمة، وواصل تعليمه الأساسي في مدرسة “السلام” الابتدائية، ثم مدرستي “حافظ إبراهيم” الإعدادية و”النقراشي” الثانوية، قبل أن يلتحق بكلية الآداب، جامعة عين شمس.
التعليم
كان التحاقه بكلية الآداب نقطة تحولٍ كبيرةً في حياته، عندما انتبه لموهبته مجموعةٌ من كبار النقاد في الوطن العربي، وفي طليعتهم الدكتور عبد القادر القط، الذي قرأ قصيدته الأولى “الأسئلة العطشى” عام 1996 فأرسلها فوراً إلى مجلة “إبداع” ليستقبلها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بحفاوةٍ كبيرة ويقدم لها الشاعر حسن طلب مبشراً “بالشاعر الشاب الواعد”.
بعدها استمرَّ تواصل الشاعر مع أساتذة النقد في الجامعة، من الجيل الأول المؤسس لحركة الحداثة الشعرية العربية، د. عز الدين إسماعيل، ود. محمد عبد المطلب مصطفى، ود. أحمد كمال زكي، ود. مصطفى ناصف ود. إبراهيم عبد الرحمن، ود. ثناء أنس الوجود ربيع، التي تحمست له وكتبت الدراسة النقدية التي قدمت بها ديوانه الأول “الأسئلة العطشى” عام 1999، ليصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو لا يزال طالباً في مدرجات الجامعة.
تأثر الشاعر
تأثر الشاعر حمزة قناوي في بداياته بالمدرسة الرومانسية، حيثُ وجد في التوجه الرومانتيكي والشعر الوجداني ما ينسجم مع روحه القلقة، مؤمناً بأن العاطفة هي المصدر الحقيقي للتجربة الجمالية. كان ديوانه الأول “الأسئلة العطشى” وجدانيَّ الاتجاه، اعتبر فيه أن عواطف الشاعر هي قوانينه الخاصة التي تقود الأسلوب، واستمرَّ في تبني هذا التوجه الرومانسي القائم على الذات والخيال والفردية وتمثل الألم والعاطفة والتمرد الوجداني والانسحاب من الواقع إلى عوالم المثال والنبل والقيم العليا.
أثناء فترة الدراسة الجامعية دعاه الناقد الراحل الكبير د. عبد القادر القط إلى حضور لقائه / منتداه الأسبوعي في مقهى “الأمفتريون” بمصر الجديدة، الذي كان يعقده يوم الجمعة، ويلتقي فيه الشعراء والنقاد والمهتمون بالأدب والشعر، نُسجت علاقات عُمرٍ وحياة بين الشاعر وكثير من الشعراء والنقاد الذين يحضرون الندوة الأسبوعية، مثل الشاعرين أحمد سويلم وعبد المنعم عواد يوسف، والناقد الكبير د. محمد عبد المطلب مصطفى، الذي واصل ندوة د. القط بعد رحيله بوفاءٍ نادرٍ للصداقة والقيمة، وكان معجباً بالشاعر الشاب، فشجعه على مواصلة إبداع الشعر (بعد عشرين عاماً من لقائهما الأول كتب المقدمة النقدية التي صدّر بها ديوانه “لا شيء يوجعني” والذي رُشِّح لجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب).
اصطحبه الشاعر الراحل عبد المنعم عواد يوسف إلى لقاء الدكتور أحمد كمال زكي، أحد كبار النقاد ومؤسس “الجمعية المصرية للنقد الأدبي” مع الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، ليلتقيه في “تراس هليوبوليس” المواجه لندوة د. القط في شارع الأهرام، صاحب “الأساطير”، و”النقد الأدبي الحديث.. أصوله واتجاهاته”، وقرأ له قصائد من ديوانه الثاني “أكذوبة السعادة المغادرة”، نالت إعجابه، فطلب منه الاستمرار في كتابة شعر التفعيلة وإثراء تجربته بقراءة تجارب شعراء الحداثة من جيل الستينيات، و(ألا يقترب أبداً من “قصيدة النثر”)!
التاريخ الشعري
واصل حمزة قناوي رحلته الشعرية من خلال تتابع إصدار دواوينه “أكذوبة السعادة المغادرة”- 2003، “أغنيات الخريف الأخيرة” 2004، “بحار النبوءة الزرقاء” 2006 ، “قصائد لها” 2007، “الغريب” 2008، “في موعد الغيوم 2012” “لا شيء يوجعني ” 2014 “الصمت والعيون” 2015، “حُرَّاً كحُبٍّ ينتهي” 2022.
في عام 1999، تعرف الشاعر على الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، ومن ذلك التاريخ تحوّلت رؤيته الفنية وأفكاره تجاه الأدب والكتابة، فلم تعد الرومانسية فقط هي التي تشكِّل رويته للعالم، وإنما “الواقعية” و”الرومانسية الثورية” و”اليسار”.. كان للصداقة الكبيرة التي ربطته بالروائي صنع الله إبراهيم تأثيرها الهائل على التكوين القيمي والفكري للشاعر “الشاب آنذاك”، ( عندما عاد من باريس 2006 وحيداً لم يكن هناك من ينتظره في المطار سوى صنع الله إبراهيم). بدا ذلك التأثر في روايته الأولى “المثقفون” دار الثقافة الجديدة- 2010، التي كشف فيها عن طبيعة حركة المثقفين المصريين وكواليس حياتهم من الداخل، وتاريخ اليسار المصري وحركات “إسكرا” و”اليد السوداء” و”الحزب الشيوعي المصري” والأحزاب المصرية. كان هذا الكتاب بمثابة الشهادة التي أودعها حمزة قناوي قبل أن يقرر مغادرة مصر حزيناً.
أصدر روايته الثانية “خريف الزعفران” 2018 ، والتي تدور أحداثها في تسعينيات القرن الماضي حول حركة اليسار الطلابي الجامعي، الذي واجه برومانسيته الثورية خيبة أمل العالم، وتوالت أعماله السردية ، “من أوراق شاب مصري” رواية. 2011 ، “باتجاه الطريق” مجموعة قصصية – 2014، “نأيت فرأيت” كتابة. 2022.
الغربة
في رحلة اغترابه عن مصر، حيث مازال الشاعر مقيماً في الخارج إلى اليوم، كتب في عديدٍ من المجلات الثقافية العربية، مثل “دبي الثقافية” (2010- 2014)، و”بيت الشعر”- أبوظبي (2014- 2015) “تراث”- أبوظبي. 2015- إلى اليوم، إضافةً إلى كثير من المواد التي نشرها في “القدس العربي” اللندنية، منذ 2012 إلى اليوم، والكتابة المنتظمة في “المصري اليوم” عامي “2019- 2021”.
شارك الشاعر في عديدٍ من المهرجانات الشعرية الدولية في كلٍ من “الجزائر وتونس والمغرب وقطر والكويت والإمارات ولبنان وسوريا وفرنسا” وحصل على جائزة الشعر العربي من السفارة المصرية في باريس عام 2016 عن ديوانه “الغريب”، واحتفلت به السفارة المصرية آنذاك. وشارك في أمسيات في بيوت الشعر العربية في المغرب العربي، وحصل على جوائزَ شعريةٍ وأدبيةٍ عديدة، منها “جائزة سعاد الصباح للإبداع الأدبي” في الكويت عام 2000، و”جائزة طنجة الشاعرة الدولية” بالمغرب عام 2012، كما وصل ديوانه الشعري “لا شيء يوجعني” إلى القائمة الطويلة لـ “جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب” عام 2017، وحصلت روايته “من أوراق شاب مصري” على “جائزة أحمد بهاء الدين للإبداع الفكري” على مستوى الوطن العربي عام 2011 ، ونال ديوانه “على أناملِ عاشقيْن” “جائزة هيئة قصور الثقافة المصرية” عام 2008،
كما فاز بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن قصته “خارج النص”.
الترشيحات
رُشِّح الشاعر حمزة قناوي لمسابقة “أمير الشعراء” في الإمارات لخمسِ دوراتٍ مُتتاليةٍ (2010- 2012- 2014- 2016- 2018 ) فكان الشاعر المصري الوحيد الذي يُجاز بالإجماع في كل دورات المسابقة، غير أنه لم يصل إلى نهائيات التنافس على مسرح “شاطئ الراحة” رغم أن الدكتور صلاح فضل بشَّر به شعرياً في مقاله عنه في المصري اليوم (27 /12/ 2012) قائلاً “إن هذا الشاعر تألق في كتابة الشعر حتى أنه حمَلَ تجربة جيله كلها”. غير أنه لم يُجزه أبداً لنهائيات المسابقة!
جمعت الشاعر حمزة قناوي صداقة مع الشاعر المغربي محمد بنيس، مؤسس بيت الشعر المغربي وأستاذ النقد في الجامعة المغربية المقيم في باريس، وتأثر كثيراً به وبمنجزه الشعري الحداثي الرائد، كما جمعته صداقة عُمرٍ مع المفكر الراحل أنور عبد الملك الذي رافقه في آخر سنوات حياته وسافر معه إلى فرنسا، وهناك كتب ديوانه السادس “الغريب- قصائد باريس” الذي مثَّل نقلةً فنيةً في تجربته من الرومانسية إلى الواقعية.
نال الشاعر درجة الماجستير في النقد الأدبي الحديث عام 2016 برسالةٍ موضوعها “ثنائية الحاكم والمحكوم في روايات صنع الله إبراهيم”، من كلية الآداب جامعة عين شمس، رغم أنه كان سجّلها في جامعة القاهرة، وكان الموضوع من اقتراح الناقد الكبير د. سيد البحراوي، والذي جمعته به صداقة وتتلمذ على يديه وكان يترك بعض المحاضرات في جامعة عين شمس ليذهب إلى الجيزة ويلتحق بمحاضرات د. سيد البحراوي، فتأثر به وبفكره وتوجهه اليساري ومدرسته النقدية التي أنتجت نظرية “محتوى الشكل”، أول نظرية نقدية عربية، وكان كثيراً ما يلتقيه في الجامعة أو ندوات وأمسيات يشارك بها، واستمر التواصل بينهما وهو في الإمارات ومازال الشاعر يحتفظ برسائل بريدية من الدكتور البحراوي إلى اليوم.
في عام 2020 حصل على درجة الدكتوراة في النقد الأدبي الحديث بتقدير مرتبة الشرف الأولى برسالةٍ عن “الشعر المصري الحديث في ستينيات القرن العشرين.. دراسة سيميولوجية”، ليحقق رغبة أستاذه الراحل د. أحمد كمال زكي، في تعمق واستقصاء جماليات شعر الستينيات،
وهو الجيل الذي أثر في التوجه الأسلوبي للشاعر في دواوينه الأولى.
الأعمال
نشر حمزة قناوي أكثر من أربعمئة مادة لليوم في أهم الصحف والمجلات العربية، بين الشعر والدراسة النقدية والقصة القصيرة والمقال والحوار، وأصدر ثلاثة كتب نقدية هي “سبعة فضاءات. الرواية العربية الآن”. عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2021 و”خمسة عشر سماءً. القصيدة العربية الآن”. الهيئة المصرية العامة للكتاب “تحت الطبع” و”في سؤال الرواية.. مرايا الذات والوجود”. الهيئة العامة لقصور الثقافة. تحت الطبع.
كتب عنه د. محمد عبد المطلب ود. جلال أمين ود. وحيد عبد المجيد وعلاء الديب ود. آمنة الرميلي ود. عمار علي حسن ود. ثريا العسيلي وجمعة اللامي ود. حسن مدن وسعيد جاب الخير، وغيرهم.
لم يلتحق الشاعر بأي وظيفةٍ رسميةٍ حكوميةٍ أو يرتبط بمؤسسةٍ خاصةٍ أو تابعةٍ لجهة مانحة. كان يرى أن الالتحاق بأي وظيفةٍ ينهي مشروع أي شاعرٍ يود أن يكتب خارج شرط الإلزام، وأن الحرية ظِلُّ الشعر.
سافر إلى أمستردام وفولندام وهانوفر وفرانكفورت وباريس والرباط وتونس والجزائر وبيروت ، ومازال يواصل السفر عبر العالم، مؤمناً بأن الإنسان لا يجد نفسه الحقيقية ويكتشف ذاته البعيدة إلا في مكانٍ آخر.
تواصل مع الشاعر
يمكن مراسلة الشاعر من خلال الرابط التالي وسيقوم بالرد على رسائلكم في أقرب فرصة